باعتباري مدرسًا يشارك يوميًا في تعليم المراهقين المسلمين، من منطقة زويليخيم أيضًا، أود التأكيد على جوهر التربية الجنسية الإسلامية. لقد لاحظت مدى أهمية حصول الشباب على التربية الجنسية التي تحترم قيمهم الدينية وتمكنهم من اتخاذ خيارات صحية تتوافق مع عقيدتهم. في هذه المقالة سوف أشارك تجاربي الخاصة وأشرح لماذا من واجب كل والد مسلم تعليم أطفاله في هذا الأمر.
قصة من الفصل الدراسي:
في بيئتي التعليمية، أتيحت لي الفرصة للعمل مع المراهقين المسلمين من منطقة زويليخيم ورؤية نضالاتهم في مجال الحياة الجنسية. ويتعرض الكثير منهم لإشارات وإغراءات متضاربة لا تتماشى مع معتقداتهم الإسلامية. إنهم بحاجة إلى التوجيه الذي يساعدهم على فهم حياتهم الجنسية ضمن حدود عقيدتهم حتى يتمكنوا من أن يصبحوا أفرادًا واثقين وأقوياء.
أحد أكبر التحديات التي يواجهها الشباب المسلم هو المجتمع وتقاليد البلد الذي نشأوا فيه. على الرغم من أن هولندا بلد التسامح والتنوع، إلا أن المعلومات الحكومية المتعلقة بالجنس قد تتعارض أحيانًا مع المعتقدات الدينية. وهذا لا ينطبق فقط على القيم الدينية، بل أيضًا على الأعراف والقيم المسيحية واليهودية والهندوستانية. لكنني أقتصر هنا على القيم الدينية للمراهقين المسلمين من منطقة زويليخيم. ويخلق الصدام بين المعلومات الحكومية والقيم الدينية انقسامًا يمكن أن يشعر فيه الشباب بالارتباك والعزلة. إن التربية الجنسية الإسلامية مهمة للغاية لسد هذه الفجوة وتزويدهم بالمعرفة والأدوات التي يحتاجون إليها.
تنعكس أهمية التربية الجنسية الإسلامية أيضًا في مصادر عقيدتنا، القرآن والحديث. تحتوي هذه الكتب المقدسة على مبادئ توجيهية وأنظمة أساسية تتعلق بالجنس والأخلاق.
الأدلة من القرآن :
تفسير سورة الإسراء (17:32) : "ولا تقربوا الزنا" إنه كان بغيا وساء سبيلا».
تفسير سورة النور (24: 30): "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويضبطوا أهواءهم" وهذا أزكى لهم. إن الله خبير بما يفعلون».
تفسير سورة النساء (4:29): "ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض" "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن".
تفسير سورة البقرة (2: 187): "أحل لكم ليلة الصيام الرفث على نسائكم".
الأدلة من الحديث:
صحيح البخاري، كتاب ٦٩، حديث ٥٠٦:
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "يا معشر الشباب من استطاع منكم أن يتزوج فليتزوج فإنه خير لعينه وعفافه". ومن لم يستطع فليصوم فإنه له ذمة».
صحيح البخاري، كتاب ٦٢، الحديث ٤:
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «يا معشر الشباب من استطاع منكم أن يتزوج فليتزوج، فإنه يعين على ضبط بصره وعفته». ومن لم يستطع فليصوم، فإن الصوم جنة».
صحيح مسلم، كتاب 26، حديث 5377:
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «إذا نظر الرجل إلى المرأة فتنظر إليه، فلم يصرف أحدهما بصره حتى يصرف الآخر، فذلك سهم من الشيطان يصيبهما». "
صحيح مسلم، كتاب 26، حديث 5391:
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "يا معشر الشباب من استطاع منكم أن يتزوج فليتزوج، فإنه يعينه على ضبط بصره وعفته". ومن لم يستطع فليصوم، فإن الصوم ينقص شهوته».
سنن ابن ماجه، الكتاب ٩، الحديث ١٨٤٦:
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «النكاح من سنتي، فمن رغب عن سنتي فليس من أمتي».
الموارد الأكاديمية:
لدعم قيمة التربية الجنسية الإسلامية للهوية الإسلامية للمراهقين المسلمين، تتوفر العديد من الموارد الأكاديمية. فيما يلي مصدران ذوا صلة:
بحث لنورة عبد الله المطيري (2016): “دور التربية الإسلامية في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمراهقين المسلمين”. تؤكد هذه الدراسة على أهمية التربية الإسلامية في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمراهقين المسلمين.
دراسة عائشة شيرينا محمد. نور وعزام عثمان (2017): “التربية الجنسية من منظور إسلامي”. تبحث هذه الدراسة في كيفية دمج التربية الجنسية الإسلامية في نظام التعليم في الدول الإسلامية.
إيجابيات وسلبيات:
ل:
إن التعليم حول الحياة الجنسية في الإسلام يعزز النمو الجنسي الصحي، بناءً على قيم الإسلام وأعرافه.
فهو يساعد المراهقين المسلمين على فهم حياتهم الجنسية ضمن حدود عقيدتهم ويجعلهم أكثر مرونة في مواجهة التأثيرات السلبية.
يوفر التعليم الجنسي الإسلامي بيئة آمنة للمناقشات المفتوحة والصادقة حول الحياة الجنسية، مع احترام الحساسية الثقافية والدينية.
في مقابل:
قد يجادل البعض بأن التربية الجنسية الإسلامية قد تحد من التنوع الجنسي والفردية لدى الشباب.
قد تكون هناك مخاوف بشأن غياب موضوعات محددة في التربية الجنسية الإسلامية، مثل تحديد النسل والمثلية الجنسية.
إن دمج التربية الجنسية الإسلامية في نظام التعليم السائد يمكن أن يشكل تحديات من حيث المناهج وصنع السياسات.
لا يمكن المبالغة في تقدير أهمية التربية الجنسية الإسلامية للمراهقين المسلمين من منطقة زويليخيم. ومن واجب كل والد مسلم أن يعلم أطفاله ذلك حتى ينموا ضمن هويتهم الإسلامية. ومن خلال دمج القيم الإسلامية في التربية الجنسية، يمكننا مساعدة شبابنا المسلم على اتخاذ خيارات صحية وحماية أنفسهم من التأثيرات السلبية. دعونا نعمل معًا في سبيل الله سبحانه وتعالى لنقدم للمراهقين المسلمين من منطقة زويليخيم التوجيه الذي يحتاجونه ليصبحوا أشخاصًا واثقين ومسؤولين ومحترمين في المجتمع الهولندي.
كمدرس وجزء من مؤسسة توفيق، نحن نتفهم الحاجة إلى التربية الجنسية الإسلامية للآباء المسلمين من منطقة زويليخيم. نحن نقدم برنامجًا تعليميًا يستمر لمدة أربعة أنصاف أيام وهو مصمم خصيصًا للمراهقين المسلمين. يجمع مدرسونا بين المعرفة بالتعاليم الإسلامية ونهج التسامح والتعاطف، حتى يشعر شبابنا المسلم بالفهم والدعم.
لمزيد من المعلومات حول البرنامج التعليمي لمؤسسة التوفيق وكيف ندعم المراهقين المسلمين في نموهم الجنسي، يرجى الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني أو ملء استمارة التسجيل.